مريم رجوي .. ما الذي رآه صدام حسين ولم نره
نيسان ـ نشر في 2015/06/14 الساعة 00:00
بقلم لقمان اسكندر
تستطيع أن تكتب التالي وأنت تتحدث عن مريم رجوي: إنها "امرأة تعادي إسرائيل الأخرى"، أو قل: إسرائيل ولاية الفقيه.
في شرق المنطقة، حيث العراق، سيكون عليك أن تنحني قليلا نحو الشرق أكثر. هناك ستجد خطوطا متعرجة، دميمة وقبيحة. فورا قفْ. أنت الآن وجها لوجه مع أكثر الأنظمة دموية في التاريخ.
لحى، وثياب سوداء، وقبعات لا تشبه قبعات يهود، سوى أنها أكبر، وأكثر دموية وسمّية. مريم رجوي لم تولد وسط هذا المحيط. لكنها عرفته لاحقا.
في الرابع من كانون الأول ديسمبر من عام 1953 ولدت "شمس الثورة"، كما يطلق عليها من قبل الثوار لعائلة من الطبقة الوسطى.
تخرجت من كلية هندسة المعادن من جامعة شريف التكنولوجية. لكنها حتى هذه اللحظة ما زالت مريم.
سيكون عليها الانتظار حينا من الوقت لتصبح مريم رجوي، زعيمة المعارضة لنظام الملالي في إيران.
لن تنتظر طويلا، في عام 1987 عينت قائدة عامة لجيش التحرير الوطني الذي تدرب في العراق، ثم سكرتيرة عامة حركة مجاهدي خلق عام 1989، قبل أن تتخلى عن كل شيء لتصبح عام 1993 رئيسة إيران في المنفى المنصب الذي رشحها له المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، برلمان الحركة المكون من 570 عضوا يرأسه زوجها.
تعرفت مريم على نشاطات المعارضة من بوابة مجاهدي خلق، بعد أن سجن الشاه شقيقها، ثم أعدم شقيقتها نرجس رجوي، وخلال ذلك بدأت بالاتصال مع أسر الشهداء والسجناء السياسيين. لكن العائلة ستكون - مرة أخرى مضطرة - الى دفع فواتير معارضتها بعد سيطرة الملالي على طهران بسقوط الشاه، فقتل الخميني شقيقتها الصغرى "معصومة رجوي" بعد تعذيبها وهي حامل، ثم أعدم زوج معصومة كذلك.
تمتلك "شمس الثورة" كل الأسباب ليجعل العرب منها وجهتهم الأهم. العدو مشترك، والمصالح مشتركة، بل والدم كذلك. ما الذي جعل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين يرى ما لا يراه الآخرون؟ فيحتضن حركة عرف أنها تشتعل ثورة. ما الذي رآه صدام حسين ولم نره بعد؟
لم نسمع فيما إذا كان هناك من كواليس لاقتراب سعودي أو أردني أو قطري أو حتى تركي من الحركة. تحرك جاد يبني خطوات على الأرض، لكن في حال لم يكن وراء الأبواب المغلقة مثل هذه التحرك باتجاه مجاهدي خلق. فعلينا الاعتراف: نحن العرب ما زلنا نلعب.
نيسان ـ نشر في 2015/06/14 الساعة 00:00